
آداب النوم في الإسلام – كيف تنام على سنة النبي ﷺ
النوم نعمة عظيمة من نعم الله تعالى، يجدد فيها العبد نشاطه ويستعيد قوته بعد عناء اليوم. وقد أولى الإسلام هذه النعمة اهتمامًا خاصًا، فجعل للنوم آدابًا وأذكارًا وأفعالًا يستحب للمسلم أن يقوم بها لينال الأجر ويحافظ على صحته البدنية والروحية. في هذا المقال، سنتعرف على آداب النوم في الإسلام كما وردت في السنة النبوية، لنقتدي برسول الله ﷺ في نومنا كما نقتدي به في يقظتنا.
نية النوم وذكر الله قبل أن تغفو
من أولى الآداب التي دعا إليها الإسلام أن تكون نية النوم خالصة لله تعالى، فينوي العبد الراحة ليستعين بها على الطاعة والعمل الصالح. كما يُستحب ذكر الله قبل النوم، فقد كان النبي ﷺ يقول: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ» (رواه البخاري). فهذا الذكر يربط القلب بالله ويُشعر المسلم بأن نومه ليس غفلة، بل عبادة.
النوم على طهارة
من سنة النبي ﷺ أن ينام المسلم على طهارة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ» (متفق عليه). فالنوم على طهارة سبب في حفظ العبد من الشيطان، ودوام الطهارة علامة على الإيمان والاهتمام بالنظافة الجسدية والروحية.
النوم على الجانب الأيمن
من آداب النوم في الإسلام أن ينام المسلم على جانبه الأيمن، فقد ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال للبراء بن عازب رضي الله عنه: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ» (رواه البخاري). وقد أثبت العلم الحديث أن هذه الوضعية تساعد في راحة القلب والجسم وتُحسّن التنفس أثناء النوم.
قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم
كان النبي ﷺ يحافظ على قراءة بعض السور والآيات قبل نومه لحماية نفسه من الشرور، منها: آية الكرسي من سورة البقرة، وسور الإخلاص والفلق والناس. ففي الحديث الشريف: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَيْلَةً لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ» (رواه البخاري). وهي تقي المسلم بإذن الله من الكوابيس ومن وساوس الشيطان.
آخر ما يقال قبل النوم
يُستحب أن يختم المسلم يومه بدعاء جامع، ومن الأدعية الواردة عن النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ»، و«اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ» (رواه البخاري). هذه الأدعية تجعل قلب المؤمن مطمئنًا، وتغلق يومه بخاتمة من الذكر والطمأنينة.
النوم المبكر والاستيقاظ لصلاة الفجر
من السنة النوم مبكرًا بعد صلاة العشاء وعدم السهر لغير ضرورة، فقد كان النبي ﷺ يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. والنوم المبكر يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها، وهي من أحب الأعمال إلى الله. فالمسلم يجعل نومه منظمًا ومرتبطًا بالعبادة، فينام مبكرًا ليستقبل يومًا جديدًا بنشاط وذكر.
تجنب النوم على البطن أو بغير ستر
نهى النبي ﷺ عن النوم على البطن فقال: «إِنَّهَا ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ» (رواه أبو داود). كما ينبغي للمسلم أن يستر نفسه عند النوم وألا ينام مكشوف الجسد، لما في ذلك من صيانة للعفة واتباع للأدب الإسلامي في كل حال.
خاتمة
النوم عبادة إن نوى بها المسلم وجه الله، وسنة إن التزم بآدابها كما علمنا النبي ﷺ. فلنجعل نومنا طاعة لا غفلة، وراحة للجسد والروح في آنٍ واحد. نسأل الله أن يجعل نومنا راحةً لأبداننا، وذكرًا في قلوبنا، وأن يوقظنا على طاعته كل صباح.
