قصة يوسف عليه السلام – دروس وعبر من السجن إلى التمكين

قصة يوسف عليه السلام , قصة يوسف, قصة يوسف عليه السلام, دروس من قصة يوسف, عبر من قصة يوسف, يوسف الصديق, قصة يوسف في السجن, يوسف عليه السلام والتمكين, قصة يوسف كاملة, قصص الأنبياء يوسف, قصة نبي الله يوسف, تفسير قصة يوسف, قصة يوسف مؤثرة
قصة يوسف عليه السلام – دروس وعبر من السجن إلى التمكين

قصة يوسف عليه السلام – دروس وعبر من السجن إلى التمكين

تُعَدُّ قصة يوسف عليه السلام من أروع القصص التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، حتى قال سبحانه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ (سورة يوسف: 3). فهي قصة مليئة بالإيمان، والصبر، والتوكل، والعفة، والتمكين، وتُظهر كيف يخرج الله عباده من الشدائد إلى النعم بفضله وحكمته.

بداية القصة ورؤيا يوسف عليه السلام

تبدأ القصة حين رأى يوسف عليه السلام رؤيا عجيبة، فقال لأبيه يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ (سورة يوسف: 4). فعلم يعقوب أنّ لابنه شأنًا عظيمًا، فحذره من أن يقص رؤياه على إخوته، لأنّ في قلوبهم حسدًا دفينًا.

كيد الإخوة وبداية الابتلاء

امتلأت قلوب إخوة يوسف بالغيرة، فدبّروا مكيدة ليتخلصوا منه. ألقوه في غيابة الجب، وجاؤوا أباهم عشاءً يبكون وقالوا إن الذئب أكله. ولكن الله حفظ يوسف من الهلاك، فالتقطه بعض السيارة وباعوه في مصر بثمن بخس.

يوسف في بيت العزيز والابتلاء بالعفة

عاش يوسف عليه السلام في بيت عزيز مصر، وكان مثالًا للأمانة والجمال والطهارة. أعجبته امرأة العزيز فحاولت أن تغويه، لكنه رفض وقال كلمته المشهورة: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ (سورة يوسف: 23). فاختار السجن على المعصية، وقال: ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ (سورة يوسف: 33).

من السجن إلى التمكين

في السجن، كان يوسف عليه السلام مثالاً للصبر والرضا، فصار محبوبًا بين السجناء. فسر لهم رؤاهم بدقة، ولما علم أحدهم أنه سيخرج قال له يوسف: ﴿ اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ ﴾ (سورة يوسف: 42). وبعد سنوات، رأى الملك رؤيا عجيبة عجز المفسرون عن تأويلها، فذكر السجين يوسف، فاستدعاه الملك، ففسر الرؤيا بدقة، وقال: ﴿ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا ﴾ (سورة يوسف: 47). فأعجب الملك بحكمته وصدقه، وولّاه على خزائن الأرض، فكان من المُمَكَّنين في أرض مصر.

لقاء يوسف بإخوته والعفو العظيم

بعد سنوات من الفراق، جاء إخوة يوسف إلى مصر طلبًا للغذاء في زمن القحط، ولم يعرفوه. عاملهم يوسف بالحكمة حتى جمعهم جميعًا، ثم قال لهم: ﴿ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ (سورة يوسف: 90). فلم يعاتبهم بل قال: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ (سورة يوسف: 92). فكانت هذه القصة أعظم مثال على العفو والتسامح والوفاء.

الدروس والعبر من قصة يوسف عليه السلام

  • الصبر مفتاح الفرج: فقد صبر يوسف على ظلم إخوته، وعلى السجن، حتى أكرمه الله بالتمكين.
  • التقوى والعفة طريق العزة: حين اختار السجن على المعصية، رفعه الله وجعله من المكرمين.
  • الثقة بالله لا تخيب: فمهما اشتدت المحن، فإن الله لا يضيع عباده الصالحين.
  • العفو صفة الأنبياء: فقد عفا يوسف عن إخوته رغم ظلمهم له، ليكون قدوة في الصفح.
  • التخطيط من الإيمان: فحكمته في إدارة أزمة المجاعة دليل على فقه الأنبياء في الحياة.

عبرة القصة للمؤمنين اليوم

إن قصة يوسف عليه السلام ليست مجرد حكاية، بل هي منهج حياة. تُعلّمنا أن الطريق إلى الفرج قد يبدأ من الألم، وأن الصبر على البلاء هو مفتاح الرفعة في الدنيا والآخرة. في كل ابتلاء رسالة، وفي كل تأخير خير، فالله يُدبّر أمور عباده بحكمة لا نراها إلا بعد حين. قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (سورة يوسف: 21).

خاتمة

في الختام، تبقى قصة يوسف عليه السلام درسًا خالدًا في الإيمان والصبر والعفو، وتذكيرًا بأنّ مع العسر يسرا. من كان مع الله، فلن يخذله الله أبدًا، ومن صدق في توكله، رفعه الله من ظلمات السجن إلى نور التمكين.

✨ تم إعداد هذا المقال بواسطة موقع قصة – موقعك الإسلامي للقصص والعبر والدعاء.

تابع صفحاتنا

📿 دعاء اليوم

🕋 سبحان الله وبحمده • لا إله إلا الله • الله أكبر • الحمد لله • أستغفر الله • لا حول ولا قوة إلا بالله • اللهم صل وسلم على نبينا محمد • رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ نبياً
Scroll to Top